افتتحت نشرة الثامنة للتلفزيون العمومي، اليوم الجمعة، على قضية تطاول جديد لدولة الإمارات على الجزائر، عبر بث تصريحات غير مسؤولة للمؤرخ محمد الأمين بلغيث.
وجاء في تعليق التلفزيون: “ليست هي المرة الأولى التي تقدم فيها دويلة الإمارات المصطنعة على التهجم على دولة الجزائر السيدة والكبيرة والشامخة، بلا سبب، سوى تقديم المزيد من الولاء لكيانات شبيهة في الاصطناع، و لعق أحذية سادة يقضي مضاجعهم ما كان عليه بلد المليون و نصف المليون شهيد من عراقة و بطولة، و ما بلغه من استقرار وأمن و تنمية، وما تحمله شهادة ميلاده من تجذر وضرب في أعمق أعماق تاريخ البشرية.”.
وكان المؤرخ المذكور، الذي نزل ضيفا على قناة “سكاي نيوز”، تطاول على الهوية الوطنية بكلام غير مقبول عن الأمازيغية.
وجاء أيضا في افتتاحية نشرة الثامنة “وبالرغم من حكمة الجزائر العريقة وتبصرها وتعقلها وهدوئها وسعة صدرها، وحرصها على قداسة “الملح”، كما يقول الجزائريون الشرفاء. وعلى الرغم من كل التنبيهات المباشرة والمبطنة، التي كانت ترجو من المتٱمرين إن يتورعوا، ومن فاقدي الشرف أن يسترجعوا بعض دم الوجه الضائع، غير أن دويلة الإمارات المصطنعة، تصر على إدارة ظهرها لكل ما سبق من “ملح” ومودة، ولكل ما سجل من مواقف داعمة وناصرة حين التأسيس، قبل خمسة عقود، فهي دويلة لا يتجاوز سنها عمر أبسط إنجاز حققته جزائر الاستقلال والسيادة.
هذه الدويلة المصطنعة، التي تحولت إلى مصنع لإنتاج الشر والفتنة، عادت هذه المرة عبر إحدى قنواتها اللقيطة، لتنفث شكلا جديدا من السموم والوساخة والعفن والوقاحة وسط الجزائريين.”
وتضمنت الافتتاحية كلمات شديدة وقوية لوصف دولة الإمارات التي سبق وأن اتهمت بطريقة غير مباشرة من قبل السلطات الجزائرية، بالسعي لضرب استقرار الجزائر، فورد فيها أيضا: “الفارق أن الدويلة المصطنعة، تجاوزت هذه المرة كل الخطوط الحمراء، وكل الحدود التي يمكن لجزائر العراقة والنبل والشموخ أن تغض الطرف أو أن تسكت. القباحة تجرأت اليوم على أعز ما يملكه الجزائريون، وأغلى ما يميزهم، أعز من النفط وأغلى من الغاز، وحدتهم وثوابت دستورهم وأسس هويتهم وانتمائهم، مستغلة، وككل مرة، صاحب نفس مريضة، وتاجر إيديولوجيا في سوق التاريخ، فكانت الأسئلة مسمومة، وجاءت الأجوبة وقحة خالية من أي سند علمي وبعيدة عن أي طرح موضوعي، وعاد بنا البرنامج الأرعن إلى أسطوانة مشروخة بالية حاولت وتحاول يائسة التشكيك في أصول الجزائريين وضرب التناغم بين مكونات هويتهم.”
ووجهت اتهامات مباشرة لقيادة الإمارات، المتهمة أيضا من قبل عدة دول وليس فقط الجزائر بالتدخل في شؤونها الداخلية، ” نسي الأقزام القائمين على دويلة الإمارات المصطنعة أو تناسوا، وهم الذين باعوا ما لا يملكون، العرض والحياء والشرف، لأسيادهم السفاحين، قتلة العزل من الأطفال و النساء و المسنين، قلت نسوا أو تناسوا أن الجزائري الأبي، حفيد ماسينيسا و يوغرطة والكاهنة وعقبة بن نافع وطارق بن زياد و بربروس والأمير عبد القادر و الشيخ ٱمود وابن باديس وبلوزداد و بن بولعيد و بن مهيدي و كريم بلقاسم و رابح بيطاط و بوضياف و ديدوش مراد، أن هذا الجزائري الضاربة جذوره في أعماق الأرض والمرتفعة أنفته إلى عنان السماء، يمكنه أن يتجاوز عن أي شيء و كل شيء صادر عن شقيق مزعوم و متٱمر منتحل لشخصية الأخ والصديق، غير أنه، وبأي حال من الأحوال، لا يمكن أن يغض الطرف عن الجرأة على وحدته، والمساس بأسس هويته و ثوابت دستوره، فاليد التي تمتد تقطع والقدم التي تطأ تبتر واللسان الذي يطلق يقلع.”
وبرر التلفزيون العمومي، اللهجة الشديدة لافتتاحيته بالتأكيد على أن “قد يصنف الأقزام القائمين على دويلة الإمارات المصطنعة ذلك في خانة الشوفينية والحماسة الزائدة، غير أن ردة فعل كهذه يراها أصحاب العرض و العرق الأصيل طبيعية و عادية لأن الأمر يتعلق بأمة دفعت بالملايين من الشهداء على أسوار الدفاع عن الوحدة، و على مذبح استرجاع السيادة على الثوابت و الهوية و الانتماء.
الأقزام القائمون على دويلة الإمارات المصطنعة لا يمكنهم أن يدركوا هذه المعاني السامية ولا أن يفقهوا هذه القيم الراقية، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، والشرف تاج على رؤوس الشرفاء لا يراه اللقطاء”.
وختمت برسالة مباشرة، بالقول “الجزائر لن تقف باكية على أطلال ما قدمته للدويلة المصطنعة من دعم و نصرة، و لن تضع يدها على خدها منشدة قول الشاعر “و ظلم ذوي القربى أشد مظاظة ..”، لكنها و كما يفعل الشامخون، سترد الصاع صاعين.”